الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{فنخ} (ه) في حديث عائشة، وذكَرَت عمَر <ففَنَخ الكَفَرة> أي أذَلَّها وقَهرها. ومنه حديث المتعة <بُرْدُ هذا غير مَفْنُوخ> أي غير خَلَقٍ ولا ضَعيف. يقال: فَنَخْت رأسه وفَنَّخْته: أي شدَخْته وذَلَّلْته. {فند} (ه) فيه <ما يَنْتَظِر أحَدُكم إلا هَرَماً مُفْنَدا، أو مَرضا مُفْسِدا> الفَنَدُ في الأصل الكَذِب. وأفْنَدَ: تَكلم بالفَنَد. ثم قالوا للشيخ إذا هَرِم: قد أفْنَد، لأنه يَتَكلَّم بالمُخرَّف (في الأصل: <بالمخرَّف> بالخاء المعجمة، وأثبتناه بالحاء المهملة من ا، واللسان) من الكلام عن سَنَن الصِّحة. وأفْنَده الكِبَر: إذا أوقَعه في الفَنَد. ومنه حديث التَّنُوخي رسول هِرَقْل <وكان شيخا كبيراً قد بَلَغ الفَنَد أو قَرُب> . [ه] ومنه حديث أمّ مَعْبَد <لا عابِسٌ ولا مُفَنَّد> هو الذي لا فائدةَ (في الأصل: <هو الذي لا فند في كلامه> والتصحيح من ا، والهروي، واللسان) في كلامه لِكَبِرٍ أصابه. [ه] وفيه <ألا إنِّي من أوّلكم وفاةً تَتَّبِعُوني أفْنَاداً أفْنَاداً يُهلِك بعضُكم بعضاً> أي جماعات مُتَفَرَّقين قوما بعد قوم، واحدُهم: فِنْد. والفِنْدُ: الطَّائفة من الليل. ويقال: هم فِنْدٌ عَلَى حِدَة: أي فِئَة. [ه] ومنه الحديث <أسْرَعُ الناسِ بي لحُوقا قَوْمي، ويَعيش الناسُ بَعْدَهُم أفْنَاداً يقتُل بعضُهم بعضا> أي يَصِيرون فِرَقا مُخْتَلفين. [ه] ومنه الحديث <لما تُوفيّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلَّى عليه الناس أفْنَاداً أفْنَاداً> أي فِرَقاً بعد فِرَق، فُرَادَى بلا إمام. [ه] ومنه الحديث <أن رجلا قال للنبيّ صلى اللّه عليه وسلم: إني أريد أن أفَنِّدَ (في الأصل: <إني أفند> والتصحيح من ا، واللسان، والهروي، والفائق 2/300) فَرَسا> أي ارْتَبِطه وأتَّخِذه حصنْا ومَلاَذا، ألجأ إليه كما يُلْجأ إلى الفِنْد من الجبل، وهو أنْفُه الخارج منه. وقال الزمخشري: يجوز أن يكون أراد بالتَّفْنِيد التَّضْمِير، من الفِنْد: وهو الغُصن (عبارة الزمخشري: <وهو الغصن المائل> ) من أغصان الشجرة: أي أضَمّرُه حتى يَصير في ضُمْرِه كالغُصْن (عبارة الزمخشري: <كغصن الشجرة> ) . ومنه حديث علي <لو كان جَبَلاً لكان فِنْدا> وقيل: هو المُنْفَرِد من الجبال. {فنع} * في حديث معاوية <أنه قال لابن أبي مِحْجَن الثَّقَفي: أبوك الذي يقول: إذا مُتُّ فَادْفِنِّي إلى جَنْب كَرْمَةٍ ** تُرَوِّي عِظَامِي في التراب عُرُوُقها ولا تَدْفِنَنِّي في الفَلاة فإنَّني ** أخافُ إذا ما مُتُّ أنْ لا أذُوقها فقال: أبي الذي يقول: وقَدْ أجُودُ وما ومَالي بِذِي فَنَعٍ ** وأْكُتم السِّرَّ فيه ضَرْبَةُ العُنُقِ. الفَنَعُ: المال الكثير. يقال: فَنِعَ [يَفْنَع] (من ا، واللسان) فَنَعاً، فهو فَنِعٌ وفَنِيعٌ إذا كَثُر مالُه ونَمَا.{فنق} (س) في حديث عُمير بن أفْصَى (في الأصل: <أقصى> بالقاف. والتصحيح من اللسان، وأسد الغابة 4/139) ذكر <الفَنِيق> هو الفَحْل المُكْرَم من الإبل الذي لا يُرْكَب ولا يُهان، لكرامته عليهم. ومنه حديث الجارُود <كالفَحْل الفَنِيق> وجمعه: فُنُق وأفْنَاق. ومنه حديث الحجّاج <لمَّا حاصر ابن الزُّبَيْر بمكة ونَصَب المنجنِيق عليها: خَطَّارةٌ كالجمل الفَنِيقِ* {فنك} (ه) فيه <أمرَني جبريل أن أتَعاهَد فَنِيكَيَّ عن الضوء> الفَنِيكان: العَظْمان النَّاشِزَان أسفلَ الأذُنَين بين الصُّدْغ والوَجْنة. وقيل: هُما العَظْمان المتحرِّكان من المَاضِغ دون الصُّدْغَين (قال الهروي: ومن جعل الفنيك واحدا من الإنسان فهو مُجتَمَع اللحْيَين وسط الذَّقَن) . ومنه حديث عبد الرحمن بن سابط <إذا توضَّأت فلا تَنْسَ الفَنِيكَيْن> وقيل: أراد به تَخليل أصُول شَعْر اللّحية. {فنن} (ه) فيه <أهْلُ الجنة جُرْدٌ مُكَحَّلون أولُو أفَانينَ> أي ذَوو شُعور وجُمَم. والأفانين: جمع أفْنَان، والأفْنَان: جمع فَنَن، وهو الخُصْلة من الشَّعْر، تَشبيها بِغُصْن الشجرة. ومنه حديث سِدْرة المنَتَهى <يَسِير الرَّاكِبُ في ظِلِّ الفَنن منها مائة سنة> (ه) وفي حديث أبان بن عثمان <مَثَلُ اللَّحْن في السَّرِيّ مَثَل التَّفْنين في الثَّوْب> التَّفْنين: البُقْعَة السَّخيفَة الرَّقيقة في الثوب الصَّفِيق. والسَّرِيّ: الشَّريف النَّفِيس من الناس. {فنا} (س) وفي حديث القيامة <فَيْنُبُتون كما يَنْبُت الفَنَا> الفنا مَقْصُور: عِنَب الثعلب. وقيل: شَجَرته، وهي سريعة النَّبات والنُّمُوّ. (س) وفيه <رجُل من أفْنَاء الناس> أي لم يُعْلم ممن هو، الواحد: فِنْوٌ. وقيل: هو من الفِنَاء، وهو المُتَّسَع أمام الدَّار. ويُجْمَع الفِناء على أفْنِية. وقد تكرر في الحديث واحِدا ومجموعا. وفي حديث معاوية <لو كنْتَ من أهل البادية بِعْتُ الفَانِية واشْتَريْت النَّامِية> الفانِيَة: المُسِنَّة من الإبل وغيرها، والنَّامِية: الفَتِيَّة الشَّابَّة التي هي في نُمُوٍّ وزيادة. {فوت} (ه) فيه <مَرَّ بحائطٍ مائل فأسْرَع، فقيل: يا رسول اللّه، أسْرَعْتَ المَشْيَ، فقال: أخاف موت الفَوَات> أي مَوْت الفَجْأة، من قولك: فَاتَني فُلان بكذا، أي سَبَقَني به. (ه) ومنه الحديث <أنّ رجُلا تفوّت على أبيه في مَالِه فأتَى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فأخبره، فقال: ارْدُدْ على ابْنِك مَالَه، فإنما هو سَهْمٌ من كِنانَتِك> هو من الفَوت: السَّبْق. يقال: تفَوّت فُلان على فلان في كذا، وافْتَات عليه إذا انْفَر برأيه دونه في التَّصَرُّف فيه، ولمّا ضُمِّن معنى التَّغَلُّب عُدِّي بعَلَي. والمعنى أن الابْن لم يَسْتَشِرْ أباه ولم يَسْتَأذِنه في هِبَة مال نَفْسه، فأتَى الأبُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأخبره فقال له: ارْتَجِعْه من المَوْهُوب له وارْدُدْه على ابْنِك، فإنه وما في يدِه تحت يَدِك وفي مَلَكَتِك، فليس له أن يَسْتَبِدّ بأمْرِ دُونَك. فَضَرب كَوْنَه سَهْما من كِنَانَتِه مَثَلاً لكونه بَعْضَ كَسِبه. [ه] ومنه حديث عبد الرحمن بن أبي بكر <أمِثْلي يُفْتَات عليه في بَنَاته! > هو افْتَعل، من الفَوَات: السبق. يقال لكل من أحْدَث شيئا في أمْرِك دُونَك: قَدِ افْتَات عليك فيه. {فوج} في حديث كعب بن مالك <يَتَلَقَّانِي الناسُ فَوْجاً فَوْجاً> الفَوْج: الجماعة من الناس، والفَيِج مثله، وهو مُخَفَّف من الفَيِّج، وأصْلُه الواو، يقال: فاج يَفُوج فهو فَيِّج، مثل هَانَ يَهُون فهو هَيِّن. ثم يُخَفَّفَان فيقال: فَيْج وهَيْن. {فوح} (س) فيه <شِدّة الحَرِّ من فَوْح جهنم> أي شِدّة غَليانِها وحَرِّها. ويُرْوَى بالياء. وسيجيء. (س) وفيه <كان يأمُرنا في فَوْح حَيْضِنا أن نَأتَزِرَ> أي مُعْظَمِه وأوّلِه. {فوخ} (ه) فيه <أنه خرَج يُريد حَاجَة، فاتَّبَعَه بعض أصحابه، فقال: تَنَحَّ عَنِّي فإنّ كلَّ بَائلةٍ تُفِيخ> الإفَاخَة: الحَدَث بِخُروج الرِّيح خاصَّة. يقال: أفَاخَ يُفِيخ إذا خرَج منه ريحٌ، وإن جَعَلْت الفِعْل للصَّوت قلت: فَاخَ يَفُوخُ، وفَاخَت الرِّيح تَفُوخ فَوْخاً إذا كان مع هُبُوبها صَوْت. وقوله <بائلة> : أي نَفْسٌ بائلة. {فود} (س) فيه <كان أكثرُ شَيْبه في فَوْدَيْ رأسه> أي ناحِيَتَيْه، كلُّ واِحٍد منهما فَوْد. وقيل: الفَوْد مُعْظَمُ شَعر الرأس. [ه] وفي حديث معاوية <قال لِلَبيد: ما بالُ العِلاوة بين الفَوْدَين! > هما العِدْلَان. كُلُّ واحِد منهما فَوْد. وفي حديث سَطِيح: أمْ فَادَ فَازْلَمَّ به شأْوُ الْعَنَنْ* يقال: فَادَ يَفُود إذا مات. ويُرْوَى بالزاي بمعناه. {فور} (س) فيه <فجعل الماءُ يَفُور من بين أصابِعه> أي يَغْلِي ويَظْهَر مُتَدَفِّقا. ومنه الحديث <كلاَّ بَلْ هي حُمَّى تَثُور أوْ تَفُور> أي يَظْهَر حَرُّها. ومنه الحديث <إنّ شِدّة الحرّ من فَوْر جهنم> أي وهَجها وغَلَيَانها. (س) وفي حديث ابن عمر <ما لم يَسْقُط فَوْرُ الشَّفَق> هو بَقِيَّة حُمْرة الشمس في الأفُق الغَرْبي، سمي فَوْراً لِسُطُوعه وحُمْرَته. ويُروَى بالثاء. وقد تقدّم. (س) وفي حديث مِعْضَد <خرَج هو وفلان فضَربُوا الخِيام وقالوا: أُخْرِجْنا من فَوْرَة الناس> أي مِنْ مُجْتَمَعهم، وحيث يَفُورُون في أسْوَاقِهم. وفي حديث مُحَلِّم <نُعْطِيكم خمسين من الإبل في فَوْرِنا هذا> فَوْرُ كُلّ شَيء: أوَّله. {فوز} (ه) في حديث سَطِيح: أم فَازَ فَازْ َلَّم به شأْوُ العَنَنْ* فَازَ يَفُوز، وفَوّز إذا مات، ويُروى بالدال بمعناه. وقد سبق. ومنه حديث كعب بن مالك <واسْتَقْبَل سَفَراً بعيداً ومَفَازاً> المَفَاز والمَفَازة: البَرِّيَّة القَفْر. والجمْع: المَفاوِزُ، سُمِّيت بذلك لأنها مُهْلِكَة، مِن فَوَّز، إذا ماتَ. وقيل: سُمِّيت تَفَاؤلا من الفَوْز: النَّجاة. وقد تكرر في الحديث. {فوض} * في حديث الدعاء <فوَّضْتُ أمْري إليك> أي رَدَدْتُه. يقال: فَوّض إليه الأمْر تَفْويضا إذا رَدّه إليه وجعله الحاكم فيه. ومنه حديث الفاتحة <فَوّضَ إليَّ عَبْدي> وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث معاوية <قال لدَغْفَل بن حنظلة: بِمَ ضَبَطْتَ ما أرَى؟ قال: بِمُفاوَضَة العلماء، قال: مَا مُفاوَضة العلماء؟ قال: كنتُ إذا لَقِيت عالما أخَذْتُ ما عنده وأعْطَيْتُه ما عندي> المُفاوَضَة: المُسَاوَاة والمُشَارَكة، وهي مُفَاعلة من التَّفْويض، كأنّ كُلَّ واحِد منهما رَدَّ ما عنده إلى صاحبه. وتَفاَوض الشرَّيكان في المال إذا اشْتَركَا فيه أجْمَع. أراد مُحَادَثَة العلماء ومُذَاكَرتَهم في العلم. {فوع} (ه) فيه <احْبِسُوا صِبْيانَكم حتى تَذْهب فَوْعَةُ العِشَاء> أي أوّلُه، كفَوْرَته. وفَوْعَة الطِّيب: أوّل ما يَفُوح منه. ويُرْوَى بالغين، لغة فيه. {فوف} (س) في حديث عثمان <خَرَج وعليه حُلَّةُ أفْوَافٍ> الأفْوَاف: جمع فُوف، وهو القُطْن، وواحدة الفوفِ: فَوفَة، وهي في الأصْل: القِشْرة التي على النَّوَاة. يقال: بُرْدُ أفْوَافٍ، وحُلّةُ أفْوَافٍ بالإضافة، وهي ضَرْب من بُرُود اليَمن، وبُرْدٌ مُفَوَّف: فيه خُطوطُ بياضٍ. (س) وفي حديث كعب <تُرْفَع للَعْبد غُرْفَةٌ مُفَوَّفَة> وتَفْويفُها: لَبِنَة من ذَهب وأخْرَى من فِضَّة. {فوق} (ه) فيه <أنه قَسمَ الغنائم يوم بَدْرٍ عن فُوَاقٍ> أي قَسمَها في قَدْر فُوَاقِ ناقة، وهو ما بين الحَلْبَتْين مِنْ الرَّاحة، وتُضَمُّ فاؤه وتُفْتَح. وقيل: أراد التَّفْضِيل في القِسْمة، كأنه جَعل بَعْضَهم أفْوَقَ من بعض، على قَدْرِ غَنائِمهم (في اللسان: <غَنائِهم>. وكأنه أشبه) وبَلائِهم. و<عن> ها هنا بمَنْزِلتِها في قولك: أعْطَيْته عن رَغْبة وطِيب نَفْس؛ لأنّ الفاعل وقْتَ إنْشاء الفعل إذا كان مُتَّصِفاً بذلك كان الفعل صادِراً عنه لا محالَة، ومُجاوِزاً له. ومنه الحديث <عِيادة المريض قَدْر فَوَاق الناقة> . (ه) وحديث علي <قال له الأْشَتر (الذي في اللسان: <الأسير> ) يَوْمَ صِفِّين: أنْظِرْني فُوَاقَ ناقةٍ> أي أخِّرْني قَدْر ما بَيْن الحَلْبَتَين. (ه) وحديث أبي موسى ومعاذ <أمّا أنا فأتَفَوَّقُه تَفَوُّقاً> يعني قِراءة القُرآن: أي لا أقْرَأ وِرْدِي منه دفْعة واحدة، ولكن أقْرَؤه شيئا بعد شيء في لَيْلي ونهاري، مأخوذ من فُوَاق الناقة، لأنها تُحْلَبُ ثم تُراحُ حتى تَدِرَّ ثم تُحْلَب. ومنه حديث علي <إنّ بَنِي أمَيَّة ليُفَوِّقُونَني تُراثَ محمدٍ تَفْوِيقا> أي يُعْطُوني من المال قليلا قليلا. وفي حديث أبي بكر في كتاب الزكاة <من سُئِل فَوْقَها فلا يُعْطَهْ> أي لا يُعْطَى الزيادة المطلوبة. وقيل: لا يُعْطيه شيئاً من الزكاة أصلا؛ لأنه إذا طَلَب ما فَوْقَ الواجب كان خائناً، وإذا ظهرَت خيانَتُه سَقَطَت طاعتُه. وفيه <حُبِّب إليَّ الجمالُ حتى ما أحِبُّ أن يَفُوقَني أحَدٌ بِشِراكِ نَعْل> فُقْتُ فُلَانا أفُوقُه: أي صِرْتُ خيراً منه وأعْلى وأشْرَف، كأنك صِرْتَ فَوْقَه في المَرْتَبة. ومنه <الشيء الفائِق> وهو الجَيِّد الخالِصُ في نَوْعِه. ومنه حديث حُنَين: فما كان حِصْنٌ ولا حابِسٌ ** يَفُوقان مِرْداسَ في مَجْمَعِ وفي حديث علي يَصِف أبا بكر <كنتَ أخْفَضَهم (في الأصل: <احفظهم> بالحاء المهملة والظاء المعجمة، والمثبت من ا، واللسان) صَوتاً، وأعلاهم فُوقاً> أي أكثرهم نصِيباً وحَظّاً من الدِين، وهو مُسْتَعار من فُوق السَّهْم، وهو مَوضع الوَتَر منه. (ه) ومنه حديث ابن مسعود <اجْتَمْعنا فأمَّرْنا عثمان، ولم نَأْلُ عن خَيْرنا ذا فُوقٍ> أي وَليْنا أعْلانا سَهْماً ذا فُوقٍ، أراد خَيْرنا وأكْمَلنا، تامّاً في الإسلام والسابقة والفَضْل. ومنه حديث علي <ومن رَمى بكم فقد رَمى بأفْوقَ ناصِلٍ> أي رَمَى بسَهْم مُنْكَسِر الفُوق لا نَصْلَ فيه. وقد تكرر ذِكْر <الفُوق> في الحديث. وفيه <وكانوا أهل بَيْتِ فاقةٍ> الفاقَة: الحاجَة والفَقْر.* وفي حديث سَهل بن سعد <فاسْتَفاق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: أيْنَ الصَّبيُّ؟> الاسْتِفاقة: اسْتِفعال، من أفاق إذا رَجع إلى ما كان قد شُغل عنه وعاد إلى نفسه. ومنه <إفاقَةُ المريض والمجنون والمُغْشَى عليه والنائم> . ومنه حديث موسى عليه السلام <فلا أدْرِي أفاقَ قَبْلي أمْ قام من غَشْيَتِه؟> وقد تكررت في الحديث. {فول} * في حديث عمر <أنه سأل المفْقُود: ما كان طعامُ الجِن؟ قال: الفُول> هو الباقِلاَّء. {فوه} [ه] فيه <فلما تَفَوَّه البَقِيعَ> أي دَخَل في أولِ البِقَيع، فشَبَّهَه بالفَمِ؛ لأنه أول ما يُدْخل إلى الجوْف منه. ويقال لأوّل الزُّقاق والنَّهر: فَوَّهَتُه، بضم الفاء وتشديد الواوِ. (س) وفي حديث الأحنف <خَشِيتُ أن تكون مُفَوَّهاً> أي بَلِيغا مِنْطِقيا، كأنه مأخوذ من الفَوَه، وهو سَعَة الفَمِ. وفي حديث ابن مسعود <أقْرَأَنيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاهُ إلى فِيَّ> أي مُشافَهة وتَلْقِيناً. وهو نَصْبٌ على الحال بتقدير المُشْتَقّ. ويقال فيه: كلمني فُوهُ إلى فِيَّ، بالرَّفْع، والجُملة في موضع الحال. {فهد} (ه) في حديث أم زَرْع <إن دَخَل فَهِدَ> أي نام وغَفَل عن معَايب البيت التي يَلْزَمُني إصْلاحُها. والفَهْد يُوصَف بكثرة النوم، فهي تَصِفه بالكرم وحُسْن الخُلُق، فكأنه نائم عن ذلك أو ساهٍ، وإنما هو مُتَناوِم ومُتَغافِل. {فهر} (ه) فيه <أنه نَهَى عن الفَهْر> يقال: أفْهَر الرجُل: إذا جامَع جارِيته وفي البيت أُخْرَى تَسْمَعُ حِسَّه. وقيل: هو أن يُجَامِع الجارية ولا يُنْزِل معها، ثم يَنْتَقل إلى أُخْرى فيُنْزِل معها. يقال: أفْهَر يُفْهر إفْهاراً، والاسْم الفَهَر، بالتحريك والسكون. (س) وفيه <لَمَّا نَزَلَت <تَبَّتْ يدا أبي لَهَبٍ> جاءت امرأتُه وفي يَدِها فِهْرٌ> الفِهْر: الحَجَر مِلْءُ الكفِّ. وقيل: هو الحَجَرُ مطلقا. (ه) وفي حديث عليّ <رأى قَوْماً قد سَدَلوا ثيابَهم، فقال: كأنهم اليهود خَرجوا من فهْرِهم (في الأصل: <فُهورِهم> والتصحيح من ا، واللسان، والهروي، والفائق 1/584) > أي مَواضع مَدارِسِهم، وهي كلمة نَبَطِيَّة أو عِبْرانية عُرِّبت. وأصلها <بَهْرَة> بالباء. {فهق} (ه) فيه <إنّ أبْغَضَكم إليَّ الثّرْثارُون المُتَفَيْهِقُون> هم الذين يتوسَّعون في الكلام ويَفْتَحون به أفواههم، مأخوذ من الفَهْق، وهو الامتِلاء والاتِّساع. يقال: أفْهَقْتُ الإناءَ فَفَهِق يَفْهَق فَهْقا. (ه) ومنه الحديث <أنّ رجُلا يُدْنَى من الجنة فَتنفَهِقُ له> أي تَنتفح وتَتّسِع. وحديث علي <في هواء مُنْفَتق وجَوٍّ مُنْفَهِق> . وحديث جابر <فنَزَعْنا في الحَوْض حتى أفْهَقْناه> . {فهه} (ه) في حديث عمر <أنه قال لأبي عبيدة يوم السَّقيفة: ابْسُط يَدَك لأبايعك، فقال: ما سَمِعتُ منك أو ما رأيت منك فَهَّةً في الإسلام قَبْلَها، أتُبايِعُني وفيكم الصدِّيّق؟ > أراد بالفَهَّة السَّقْطةَ والجَهْلة. يقال: فَهَّ الرجُلُ يَفَهُّ فَهاهَةً وفَهّة، فهو فَهٌّ وفَهِيهٌ: إذا جاءت منه سَقْطةٌ مِن العِيِّ وغيره. {فيأ} * قد تكرر ذكر <الفيء> في الحديث على اختلاف تَصَرُّفه، وهو ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حَرْب ولا جِهاد. وأصْل الفَيء: الرجوع. يقال: فاءَ يَفيء فِئَةً وفُيُوءاً، كأنه كان في الأصل لهم فرَجَع (في ا: <ثم رجع> ) إليهم. ومنه قيل للظِّل الذي يكون بعد الزوال: فَيْء؛ لأنه يَرْجع من جانب الغَرْب إلى جانب الشَّرق. (س) ومنه الحديث <جاءت امرأة من الأنصار بابْنَتين لها، فقالت: يا رسول اللّه، هاتان ابْنَتَا فلان، قُتل معك يوم أحُد، وقد اسْتفاء عمُّهما مالهما وميراثَهُما> أي اسْتَرْجَع حَقَّهما من الميراث وجَعله فَيْئاً له. وهو اسْتَفْعل، من الفَيْء. (س) ومنه حديث عمر <فلقد رأيْتُنا نَسْتفيء سُهْمانَهما> أي نأخُذها لأنفُسِنا ونَقْتسم بها. (س) وفيه <الْفَيْء على ذِي الرَّحم> أي العَطْف عليه والرجوع إليه بالْبِّر. (ه) وفيه <لا يَلِيَنَّ مُفاءٌ على مُفِيء> المُفاء: الذي افتْتُحِتَ بلدته وكُورَته فصارت فَيْئاً للمسلمين. يقال: أفأتُ كذا: أي صَيَّرْتُه فيئا، فأنا مُفِيء، وذلك الشيءُ مفاء، كأنه قال: لا يَلِيَنَّ أحدٌ من أهل السَّواد على الصحابة والتابعين الذي افْتَتَحُوه عَنْوة. وفي حديث عائشة <قالت عن زينب رضي اللّه عنها: ما عَدا سَوْرَةً من حَدٍّ (رُويت: <من غَرْب> وسبقت في (غرب) ) تُسْرِع منها الفِيئة> الفِيئة، بوَزن الفِيعة: الحالة من الرجوع عن االشيء الذي يكون قد لابسه الإنسان وباشَره. وفيه <مَثَلُ المؤمن كالخامة من الزَّرْع، من حيث أتَتها الريحُ تُفَيّئها> أي تحَرّكها وتُمِيُلها يمينا وشِمالا. (س) وفيه <إذا رأيتم الفَيءَ على رؤوسهنّ، يعني النساء، مثلَ أسْنمة البُخْت فأعْلِموهنّ أن اللّه لا يَقْبل لهن صلاة> شَبَّه رؤوسَهن بأسْنِمة البُخت، لكثرة ما وصلْنَ به شعورهنّ حتى صار عليها من ذلك ما يُفَيِّئُها: أي يُحَرّكها خُيَلاءَ وعُجْبا. وفي حديث عمر <أنه دخل على النبي صلى اللّه عليه وسلم فكلَّمه، ثم دخل أبو بكر على تَفِيئِة ذلك> أي على أثَره. ومثله: تَئِيفِة ذلك. وقيل: هو مقلوب منه، وتأوه إمّا أن تكون مزيدة أو أصْلية. قال الزمخشري: <فلا تكون مزيدة والْبِنْية كما هي من غير قَلْب (انظر الفائق 2/306) ، فلو كانت التّفِيئة تَفْعلةً من الفَيْء لخَرجتْ على وَزْن تَهْنِئة (في الفائق: <تهَيِئَة> ) ، فهي إذاً لَوْلا القلبُ: فَعِيلة، ولكن القلب عن التّئِيفة (في الفائق: <...عن التَّئِيفَة وهو القاضي> ) هو القاضي بزيادة التاء> ، فتكون تَفْعِلة. وقد تقدّم ذكرها أيضا في حرف التاء. {فيج} * فيه ذكر <الفَيْج> وهو المُسْرع في مَشْيه الذي يَحْمِل الأخبار من بلَد [إلى بلد] (من ا، واللسان، والدر النثير) والجَمْع: فُيُوج، وهو فارِسيّ مُعَرَّب. {فيح} (ه س) فيه <شِدّة الحَرّ من فَيْح جهنم> الفَيْح: سُطوع الحرّ وفَوَارنه. ويقال بالواو، وقد تقدّم. وفاحت القِدْر تَفِيح وتَفُوح إذا غلت. وقد أخرجه مَخْرج التشبيه والتمثيل: أي كأنه نارُ جهنم في حَرِّها. وفي حديث أمّ زَرْع <وَبْيتُها فَيَّاح> أي واسِع. هكذا رواه أبو عبيد مُشَدّدا. وقال غيره: الصواب التخفيف. (س) ومنه الحديث <اتخَذ ربُّك في الجنة وادِياً أفْيَحَ مِن مسك> كلُّ موضع واسع. يقال له: أفْيَح. ورَوْضة فَيْحاءُ. [ه] وفي حديث أبي بكر <مُلْكاً عَضُوضاً ودَماً مُفاحا> يقال: فاحَ الدَّم إذا سال، وأفَحْتُه: أسَلْتُه. {فيد} في حديث ابن عباس <في الرجُل يَسْتَفِيد المال بطريق الرِبْح أو غيره، قال: يُزَكِّيه يومَ يَسْتَفِيده> أي يوم يَمِلكُه. وهذا لعلّه مذهبٌ له، وإلاَّ فلا قائلَ به من الفقهاء، إلا أن يكون للرجل مال قد حال عليه الحَوْل واسْتَفاد قبل وُجوب الزكاة فيه مالاً، فيُضيفُه إليه ويَجْعل حَوْلَهما واحد ويُزَكّي الجميع، وهو مذهب أبي حنيفة وغيره. {فيص} (ه) فيه <كان يقول [عليه السلام (من ا، واللسان) ] في مرضِه: الصلاةَ وما ملكتْ أيمانُكم، فجعل يَتَكلم وما يُفِيض بها لسانُه> أي ما يَقْدر على الإفْصاح بها. وفُلان ذُو إفاصة إذا تكلم: أي ذُوَبيان. {فيض} (س) فيه <ويَفِيض المالُ> أي يَكْثُر، من قولهم: فاض الماء والدَّمْع وغيرهما يَفِيض فَيْضاً إذا كَثُر. ومنه <أنه قال لِطَلْحة: أنت الفَيَّاض> سُمِّي به لِسَعَة عَطائه وكَثْرته، وكان قَسَم في قَوْمه أربعمائة ألفٍ، وكان جَوَاداً. وفي حديث الحج <فأفاض مِن عَرفة> الإفاضة: الزَّحْفُ والدَّفْع في السَّير بكثرة، ولا يكون إلاَّ عن تَفَرُّق وجَمْع، وأصل الإفاضة: الصَّبُّ، فاسْتُعيرت للدَّفْع في السَّير. وأصْله: أفاض نفْسَه أو راحِلته، فرفَضوا ذِكْر المفعول حتى أشْبَه غير المُتَعَدِّي. ومنه <طَوافُ الإفاضة يوم النَّحْر> يَفِيض من مِنىً إلى مكة فيَطُوف، ثُمَّ يَرْجِع. وأفاض القومُ في الحديث يُفِيضون إذا انْدَفعوا فيه. وقد تكرر ذكر <الإفاضة> في الحديث فِعْلا وقَوْلا. (س) وفي حديث ابن عباس <أخْرَج اللّه ذُرِّية آدم من ظَهْره فأفاضهم إفاضةَ القِدْح> هي الضَّرْب به وإجالته عند القِمار. والقِدْح: السَّهم، واحد القِداح التي كانوا يُقامِرون بها. (س) ومنه حديث اللُّقَطَة <ثم أفِضْها في مالِك> أي ألْقِها فيه واخْلِطْها به، من قولهم: فاضَ الأَمْرُ، وأفاض فيه. [ه] وفي صفته عليه الصلاة والسلام <مُفاضُ البَطْن> أي مُسْتوي البَطْن مع الصَّدر. وقيل: المفاض: أن يكون فيه امْتِلاء، من فَيْض الإناء، ويُرِيد به أسف بطنه. (ه) وفي حديث الدجَّال <ثم يكون على أثر ذلك الفَيْض> قيل: الفَيْض ها هنا المَوْت. يقال: فاضَت نفسُه: أي لُعابُه الذي يَجْتَمع على شَفَتَيْه عند خروج رُوحه. ويقال: فاض الميت بالضاد والظاء، ولا يقال: فاظَت نفسه بالظاء. وقال الفرّاء: قَيْسٌ تقول بالضاد، وَطَيِّءٌ تقول بالظاء. {فيظ} * فيه <أنه أقْطع الزُّبير حُضْرَ فَرَسِهِ، فأجْرى الفَرَسَ حتى فاظ ثم رَمى بسَوْطِه، فقال: أعْطوه حيث بَلغ السَّوْطُ> فاظَ بمعنى مات. ومنه حديث قَتْل ابن أبي الحُقَيق <فاظ وإلَهِ بني إسرائيل> . ومنه حديث عطاء <أرأيت المريضَ إذا حانَ فَوْظُه> أي مَوْتُه. هكذا جاء بالواو. والمعروف بالياء. {فيف} (س) في حديث حذيفة <يُصبُّ عليكم الشَّرُّ حتى يَبْلُغَ الفَيافِيَ> هي البَرارِي الواسِعة، جمع فَيْفاء. وفيه ذكر <فَيْف الخَبار> وهو موضع قريب من المدينة، أنْزَله النبي صلى اللّه عليه وسلم نَفَرَاَ من عُرَيْنه عند لِقاحِه. والفَيْف: المكان المُسْتَوِي، والخبار بفتح الخاء وتخفيف الباء الموحَّدة: الأرض اللَّيِّنة، وبعضُهم يقوله بالحاء المهملة والباء المشدّدة. وفي غزوة زيد بن حارِثة ذِكْر <فَيْفاء مَدَان> . {فيق} (ه) في حديث أم زَرْع <وتُرْوِيه فِيقةُ اليَعْرة (في اللسان: <البقرة> وسيأتي في (يعر) ) > الفِيقة بالكسر: اسمُ اللَّبَن الذي يَجْتمع في الضَّرْع بين الحَلْبَتَين. وأصل الياء واوٌ انْقَلبت لكسرة ما قبلها، وتُجْمَع على فِيقٍ، ثم أفْواق. {فيل} (س) في حديث علي يَصِف أبا بكر <كنتَ للدِّين يَعْسُوبا أوّلاً حِين نَفَر الناسُ عنه، وآخِراً حين فَيَّلوا> ويُرْوَى <فَشِلُوا> أي حين قال رأيُهم فلم يَسْتَبينوا الحق. يقال: فال الرجل في رأيه، وفَيَّل إذا لم يُصب فيه. ورجُلٌ فائِلُ الرَّأي وفالُه وفَيِّلُه. ومنه حديثه الآخر <إن تَمَّمُوا (في ا: <يَمَّمُوا> . وانظر حديث معاوية في ص 197 من الجزء الأول) على فَيالة هذا الرأي انْقَطع نِظام المسلمين> {فين} (ه) فيه <ما مِن مَوْلُود (في الهروي: <مؤمن> ) إلاَّ وله ذَنْبٌ قد اعْتادَه الفَيْنَةَ بعد الفَيْنَة> أي الحين بعد الحين، والساعة بعد الساعة. يقال: لَقِيتُه فَيْنةً والفَيْنةَ، وهو مما تَعاقَب عليه التَّعْرِيفان العَلَميُّ واللاميُّ، كشَعوب والشَّعوب، وسَحَر والسَّحَر. ومنه حديث علي <في فَيْنَةِ الارْتياد وراحة الأجساد> . (س) وفيه <جاءت امرأة تَشْكُو زَوْجها، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: تُريدين أن تَتَزَوَّجي ذا جُمَّةٍ فَيِنْانةٍ على كل خُصْلة منها شيطان> الشَّعر الفَيْنان: الطَّويل الحسن، والياء زائدة. وإنما أوردناه ها هنا حَمْلاً على ظاهر لفَظْه.
|